شيماء عبد العزيز توجه رسالة شديدة اللهجة لوزير الثقافة واتصالات المغرب

 

في خطوة جريئة تعكس حجم الاستياء المتزايد لدى بعض الفنانين المغاربة، خرجت الفنانة شيماء عبد العزيز في بث مباشر على منصة إنستغرام، لتوجه رسالة حادة إلى وزير الثقافة وشركة اتصالات المغرب. عبّرت شيماء عن شعورها بالتهميش بعد إقصائها من المشاركة في عدد من المهرجانات والحفلات الفنية الكبرى هذا العام، وعلى رأسها “مهرجان الشواطئ” الذي تنظمه اتصالات المغرب.

شيماء، المعروفة بصوتها المميز ومسيرتها الفنية الناجحة، لم تجد سببًا واضحًا لإبعادها عن هذه الفعاليات، ما دفعها إلى التعبير عن غضبها بشكل علني. في حديثها المليء بالعاطفة، دعت وزير الثقافة إلى التدخل بصفته الوصي على القطاع، وطالبت بتفسير واضح حول أسباب تهميشها وتهميش فنانين آخرين. ووصفت هذا الإقصاء بأنه غير مبرر وغير عادل، مؤكدة أن الفنانين المغاربة يستحقون معاملة أفضل وفرصاً أكبر للمشاركة في مثل هذه المهرجانات.

بطاقة الفنان: جدوى منعدمة

شيماء لم تكتفِ بتوجيه الانتقادات للمهرجانات والشركات المنظمة، بل أيضاً سلطت الضوء على مشكلة أعمق تتعلق بـ”بطاقة الفنان” التي تُمنح للفنانين المغاربة لتسهيل حصولهم على حقوق معينة، مثل التسهيلات البنكية والدعم المالي. إلا أنها كشفت أن هذه البطاقة عديمة الجدوى في الواقع العملي، مشيرة إلى أنها توجهت لعدة بنوك لطلب قرض، لكنها قوبلت برفض، لأن بطاقة الفنان لم يتم الاعتراف بها كمستند رسمي. وعلقت قائلة: “ما فائدة هذه البطاقة إذا كانت لا تقدم أي دعم حقيقي للفنان؟”.

 

الاستياء العميق لشيماء وصل إلى حد التلميح باتخاذ قرار قد يكون مفاجئاً للكثيرين، حيث أكدت أنها قد تفكر في مغادرة المغرب والهجرة إذا استمرت هذه المعاملة التهميشية. وأوضحت أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا لم يُستمع إلى صوتها ويتم تصحيح الوضع، مُشيرة إلى أن الهجرة قد تكون الحل الوحيد إذا لم تُعالج مشاكل الفنانين في المغرب.

تفاعل كبير من الجمهور والفنانين

ما أن انتهت شيماء عبد العزيز من بثها المباشر حتى بدأت ردود الفعل تتوالى من جمهورها وبعض زملائها في الوسط الفني. الفنان محمد الريفي كان من أوائل من دعم موقفها، حيث علق قائلاً: “والله أختي شيماء كلامك منطقي، والله سعادة الوزير لازم يعمل حل للمشكلة هذه”. كما أضافت الفنانة حسناء زلاغ في تعليق آخر: “شكراً على هذا اللايف، فعلاً أنتي عبّرتي عنا جميعاً، وعلينا كفنانين أن نتحد ونتكلم بصوت واحد من أجل حقوقنا”.

IMG 2180

واقع الفنانين في المغرب: معاناة مستمرة

تصريحات شيماء عبد العزيز لم تكن مجرد استياء شخصي، بل تسلط الضوء على مشكلة أعمق يعاني منها العديد من الفنانين المغاربة، وهي غياب الدعم الحقيقي من الجهات الرسمية والقطاع الخاص على حد سواء. وعلى الرغم من الوعود المتكررة بتحسين وضع الفنانين، إلا أن الواقع يشير إلى وجود فجوة كبيرة بين ما يُعلن وما يُطبق على الأرض. بطاقة الفنان، التي كان يُفترض أن تسهم في تحسين أوضاع الفنانين، أصبحت رمزاً لعدم جدية الجهات المعنية في دعم هذا القطاع الحيوي.

دعوات لإصلاح القطاع الفني

تصاعد الاحتجاجات من قبل الفنانين كخطوة شيماء عبد العزيز يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول كيفية تحسين وضع الفنانين في المغرب. يتطلع العديد من الفنانين إلى أن تكون هذه الرسائل العلنية بمثابة دافع لتغيير حقيقي في السياسات الثقافية والفنية في البلاد. ما يحتاجه القطاع اليوم هو دعم فعلي ومستدام يضمن للفنانين فرصاً حقيقية للمشاركة والتألق، فضلاً عن حماية حقوقهم المادية والمعنوية.

ختاماً، يظل السؤال الأهم: هل ستحرك هذه الاحتجاجات العلنية المياه الراكدة في القطاع الثقافي بالمغرب؟ أم أن التهميش سيستمر، ما يدفع بالمزيد من الفنانين إلى التفكير في الهجرة والبحث عن آفاق أرحب خارج الوطن؟