مونية لمكيمل تفتح النار على “أشباه الرجال” في تدوينة جريئة

مونية لمكيمل تفتح النار على “أشباه الرجال” في تدوينة جريئة: نقد عميق للعقلية الذكورية بعد تحديث مدونة الأسرة

في تدوينة لافتة ومثيرة للجدل، أطلقت الفنانة المغربية مونية لمكيمل انتقادات لاذعة ضد ما وصفته بـ”أشباه الرجال”، مستنكرة بعض التصرفات السائدة بعد الطلاق، وذلك بالتزامن مع النقاشات المجتمعية الدائرة حول التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة المغربية. تدوينة لمكيمل حملت بين سطورها دعوة جريئة إلى إعادة النظر في مفهوم المسؤولية الزوجية والاجتماعية، متحدثة عن قضايا حساسة تتعلق بالطلاق، النفقة، وحماية الأطفال.

العقلية الذكورية: التفكير في الطلاق قبل الزواج

بدأت مونية تدوينتها بتعبير صريح عن صدمتها من بعض الذكور الذين يفكرون في مشاكل الطلاق قبل أن يدخلوا أصلاً في مشروع الزواج. واستنكرت عقلية الرجل الذي يرى أن الإنفاق على أولاده بعد طلاق زوجته السابقة يشكل عبئًا، خاصة إذا تزوجت برجل آخر. ووصفت هذا السلوك بكونه بعيدًا عن الرجولة الحقيقية، حيث كتبت:

“عجيب أمر بعض الذكور كيفكرو فالطلاق قبل من الزواج… الرجولة كاتقول: ماتزادش من كرش أمه هذا لي غيصرف على أولادي”.

كما تناولت قضية حساسة تتعلق بالسكن الذي يشكّل معضلة كبرى في حالات الطلاق، مشيرة إلى أن بعض الرجال يعتقدون أن الاحتفاظ بالمنزل الذي نشأ فيه أطفالهم هو “نصب واحتيال” من الزوجة السابقة، متناسين أن الهدف الأساسي هو توفير استقرار نفسي واجتماعي للأطفال. وأضافت بلهجة شديدة الانتقاد:

“المهم هو أن الأطفال ما يخرجوش من دارهم ويتكر فصو فديور الناس”.

IMG 6882

النفقة: بين الواجب والمسؤولية

أبرزت مونية لمكيمل التناقض الذي يعيشه بعض الرجال الذين ينفقون كامل رواتبهم خلال فترة الزواج، ثم يعترضون على مبلغ النفقة الذي يفرضه القاضي بعد الطلاق. وأوضحت أن الغلاء المعيشي اليوم يجعل النفقة المخصصة للأطفال بالكاد تغطي تكاليف التعليم، ومع ذلك يتم التعامل معها كأنها عبء كبير.

وتساءلت:

“كيف يمكن لرجل أن يعتبر الثلث من دخله كثيرًا على أطفاله، وهو يعرف جيدًا أن هذا المبلغ لا يغطي حتى أدنى احتياجاتهم؟”

وأضافت أن هذا السلوك يعكس نوعًا من العناد الذي يدفع ثمنه الأطفال في نهاية المطاف، حيث يتم التضحية بحقوقهم الأساسية كوسيلة للانتقام من الزوجة السابقة.

الزواج ليس معادلة ربح وخسارة

شددت مونية لمكيمل في تدوينتها على أن الزواج ليس معادلة يقوم أحد طرفيها بالبحث عن المكاسب على حساب الآخر. ووصفت الزواج بأنه علاقة مبنية على المودة والرحمة والمسؤولية المشتركة. ووجهت رسالة إلى الرجال والنساء على حد سواء قائلة:

“الزواج مسؤولية عظيمة، ولي ما قدش على هاد المسؤولية ما يكر فصش الطرف الآخر. الزواج مودة وعشرة، وما خاصش يكون هدفه تحقيق مكاسب مادية أو اجتماعية”.

دعوة لإصلاح شروط الزواج

لم تقف الممثلة عند حدود الانتقاد، بل دعت إلى إعادة النظر في شروط الزواج، مطالبة بوضع اختبارات تُقيم القدرة المادية والسلامة العقلية للراغبين في الزواج. ورأت أن مثل هذه الخطوة قد تساهم في تقليل حالات الطلاق وتحقيق الاستقرار الأسري.

واختتمت تدوينتها بآية من القرآن الكريم تلخص مفهوم الزواج السامي:

“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (الروم 21).

IMG 6883

تفاعل واسع: بين التأييد والرفض

أثارت تدوينة مونية لمكيمل موجة واسعة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي. فبينما أيّد البعض مواقفها واعتبروا أنها تعكس واقعًا مؤلمًا تعاني منه الأسر المغربية، رأى آخرون أن تدوينتها تضمنت تعميمًا غير منصف بحق الرجال.

وفي ظل هذا الجدل، يبقى السؤال المطروح: هل ستساهم التعديلات الجديدة على مدونة الأسرة في تحقيق التوازن المنشود بين حقوق الرجل والمرأة وضمان مستقبل أفضل للأطفال؟